Uncategorizedمقالات
محمد بابكر يكتب: الإمارات واللعب مع الكبار

شعب السودان هو شعب كوش العريقة التي لم يهزم جيشها ابدا وجنود القوات المسلحة السودانية هم سلالة كوش التي تمثل كل قبائل السودان بتنوعهم وإرثهم العريق
رجال القوات المسلحة السودانية يعشقون الموت أكثر ممايعشق غيرهم الحياة
إن شعب أرضه مباركة وجيشه رجال يطلبون الموت لن يقهر ولن يهزم
دولة بهذا الإرث التاريخي والديني العظيم لن تستطيع دويلة مثل الإمارات ان تقف أمامها
الطريف ان دولة الإمارات تأسست في ديسمبر من العام1971 اي بعد خمسة أشهر من انقلاب الرائد هاشم العطا على الرئيس جعفر نميري
دولة بلا تاريخ تريد منازل دولة هي أصل التاريخ وأصل الحضارة ياللعجب
خلال الأيام الماضية ظهرت توترات دبلوماسية لدي حكومة أبوظبي تجاه السودان حيث اتخذت الإمارات قرارات ذات أبعاد اقتصادية ولوجستية تنم عن ردة فعل عنيفة تجاه مايحدث في ميدان المعركة التي سطرها أبطال القوات المسلحة السودانية في كردفان و دارفور كما خططوا لها
أصدرت هيئة الموانئ الإماراتية قراراً بوقف جميع أشكال التبادل البحري مع السودان، بما في ذلك تعليق تصاريح الإبحار للبواخر التي ترفع العلم الإماراتي، وحظر نقل البضائع من وإلى ميناء بورتسودان، بما في ذلك الشحنات العابرة ولم يقتصر الأمر على النقل البحري، بل شمل أيضاً تعليق جميع الرحلات الجوية من الإمارات إلى السودان وبالعكس، اعتباراً من فجر أحد الأيام الماضية.
هذه الإجراءات، وإن كانت الإمارات تبررها بأنها رد على “مزاعم باطلة”، إلا أنها رسائل تؤكد تورط الإمارات في حرب السودان وأن كل هذه الخطوات هي ردة فعل لاسقاط القوات المسلحة السودانية لطائرة اماراتية محملة بالأسلحة والأجهزة النوعية وعشرات المرتزقة الكولمبيين و الذين هم في تقدير الإمارات سيحسمون لها امر تقدم القوات المسلحة السودانية في كردفان ودارفور وتأمين مكان أمن لحكومة المنفى (تأسيس) التي تدعمها الإمارات نهارا جهارا.
بعض المحللين يرون أن هذه الخطوات تمثل نقلة في طبيعة الصراع، حيث تتحول المواجهة إلى الميدان الاقتصادي، بعد أن تعذر تحقيق نصر واحد في مرمى القوات المسلحة السودانية.
هذا القرار الهدف منه هو الإضرار بالاقتصاد السوداني،
الا ان الإمارات لاتعلم ان اقتصاد السودان لن يتأثر بمثل هذه القرارات الفير مدروسة.
فالسودان لم يتأثر بالعقوبات الأمريكية طيلة فترة حكم الرئيس السابق البشير. فهل سيتاثر بقرارات دويلة يعتمد اقتصادها على اسواق تبيع منتجات الآخرين.
الإمارات كعادتها نفت هذه المزاعم بشدة. فقد نفى مسؤول إماراتي ما اعتبرها “ادعاءات زائفة” لكن الجيش السوداني أكد على التلفزيون الرسمي عن تدميره لطائرة إماراتية كانت تقل مرتزقة كولومبيين في جنوب دارفور. كولمبيا نفسها عبرت علي لسان رئيسها حيث اثبت ان هنالك جهة تخدع عددا من الكولمبيين بالمال
وتجلبهم للحرب في السودان دون أن يكون لهم علم بذلك.
الجيش السوداني يمتلك أدلة كثيرة على تورط الإمارات في الحرب التي تجري على أرض السودان. فليس هنالك مليشيا تقاتل جيش نظامي لدولة لمدة عامين دون أن ينقطع امداها من الأسلحة والزخائر والوقود
المليشيا تمتلك أسلحة لاتوجد الا عند دول عظمى ولعل كثير من المحللين السياسيين في العالم تساءلو كيف لمليشيا تحارب عامين دون أن يكون هنالك دولة تمدها في الخفاء بالاسلحة والوقود والعتاد وشراء مرتزقة من كل دول العالم لرفدها بالرجال.
من أين لهذه المليشيا كل هذه الأموال.
عدد من التقارير تشير إلى “إصرار الإمارات وكينيا على دعم المتمردحميدتي (قائد مليشيا الدعم السريع) رغم تراجع قواته.
تذهب بعض التحليلات إلى أن الإمارات “تدعم الحرب المشتعلة في السودان بشكل فعال”،
إن ربط القرارات الإماراتية الأخيرة بـ “هزيمة الإمارات في ميدان المعركة” و صمود الجيش السوداني يمثل سردية مهمة من وجهة النظر السودانية. فإن تدمير الطائرة الإماراتية، يمثل ضربة معنوية وعسكرية للطرف الذي تدعمه هذه الطائرة، ويمنح الجيش السوداني دفعة معنوية في صراعه.
القرارات الإماراتية المتلاحقة، مثل تعليق الرحلات الجوية والبحرية، يمكن أن يفسر في هذا السياق على أنها رد فعل على هذه “الهزيمة” ، أو محاولة لتقليل الخسائر والتورط المباشر.
فإذا كانت هذه الإجراءات تهدف إلى الضغط الاقتصادي على السودان. علي المدى الطويل. فالقرارات الإماراتية الأخيرة سواء كانت تعليقاً للرحلات أو حظراً للتبادل التجاري، تعد مؤشراً على تصاعد التوتر في العلاقات بين البلدين. و هذه القرارات تتشابك مع تأكيد الجيش السوداني تدمير طائرة إماراتية،
الجانب السوداني يري في هذه القرارات دليلاً على “هزيمة” الإمارات في ميدان المعركة وسيطرت الجيش السوداني وامتلاكه زمام المبادرة.
كل المؤشرات تؤكد تورط الإمارات في الشأن السوداني عسكريا و دبلوماسيا وإقتصاديا.
ويبقى السؤال حول مدى تأثير هذه القرارات على مسار الصراع على الأرض،
عدد من الخبراء الاقتصاديين يرون أن الاعتماد شبه الكلي على شريك تجاري واحد هو نقطة ضعف استراتيجية. و هذا القرار يجبر السودان على البحث عن بدائل حقيقية وتنويع شركائه التجاريين. وقد بدأت بالفعل امس محادثات إقتصادية مع المملكة السعودية كبديل محتمل في تجارة الذهب.
فيما وجه رئيس مجلس السيادة السوداني بالتحرر من سيطرة رأس المال الإماراتي، مما يعكس رغبة في اتخاذ قرارات اقتصادية مستقلة بعيدًا عن الضغوط الخارجية.
إن هذا القرار قد يدفع السودان للانفتاح على أسواق جديدة، خاصة في آسيا مثل الصين، وسلطنة عمان والسعودية مما قد يقلل من الصدمة الاقتصادية على المدى المتوسط والطويل.
يمكن للسودان بناء مخزون استراتيجي كبديل للتصدير الفوري من الذهب، مما يدعم العملة الوطنية ويزيد من الاحتياطي العام للدولة.
القرار الأماراتي له تداعيات سلبية على الإمارات ستتضرر صورة الإمارات كمركز تجاري عالمي حر وموثوق ومحايد لا يخلط السياسة بالتجارة. مثل هذه القرارات المفاجئة قد تثير قلق المستثمرين الآخرين.
القرار سيضعف نفوذ الإمارات الاقتصادي والسياسي داخل السودان، ويفتح الباب أمام قوى إقليمية أخرى، لملء الفراغ.
الإمارات خسرت استثماراتها ومشاريعها الطموحة في السودان، مثل صفقة ميناء أبو عمامة التي ألغاها السودان مؤخرًا والتي كانت تقدر بـ 6 مليارات دولار.
ربما يتضرر السودان من قرار الإمارات الأخير على المدى القصير لكن على المدى الطويل، يمثل هذا القرار صدمة ضرورية تجبر السودان على إعادة بناء اقتصاده على أسس أكثر تنوعًا واستقلالية، أما بالنسبة للإمارات، فالضرر ليس اقتصاديًا بقدر ما هو ضربة لسمعتها كمركز تجاري عالمي واستثمارها في النفوذ الإقليمي.